الحرب العقبية الصوفية والقصيدة الهجائية

0

      لا تخفى خافية على أبسط مطلع على تاريخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين توجههم في محاربة البدع والجهل الذي فشى في الأمة الجزائرية مطلع القرن العشرين ميلادية وقبله بقرون التي كان من بقاياها، لكنه لا ريب استفحش وتفشى بفعل سياسة المحتل الفرنسي الذي دخل هذه البلاد ونسبة الأمية فيها 0% حسب معاينة الرحالة الألماني فيلهيلم شيمبر مثلما نقل أبو العيد دودو شهادته في كتابه الجزائر في مؤلفات الرحالين الألمان وأبو العيد هو الأخر من علماء الجزائر النشطين رحمه الله، وما خرجت فرنسا من هذا الوطن إلا وعلى جل أهله الأمية والكاتب فيهم لا يعرف إلا القليل من لغة محتله فكيفما لغته، ووسط هذا المستنقع الذي صنعته فرنسا كان لزاما أن ينحط العقل الجزائري لدرك دنيء ضعفت فيه مناعته ليكون عرضة لكل جرثومة، وما أعظم داء القوم إن كان في دينهم، وفي هذا الوضع كتب رجل هذا المقال قصيدة مصورا ذلك الحال البائس التعيس ناقدا في جريدة المنتقد إذ وافق فعله اسمها وقال:
-
مَاتَتِ السُّنَّةُ فِي هَذِي الْبِلَادْ … قُبِرَ الْعِلْمُ وَسَادَ الْجَهْلُ سَادْ
وَفَشَا دَاءُ اعْتِقَادٍ بَاطِلٍ … فِي سُهُولِ الْقُطْرِ طُرّاً وَالنِّجَادْ
عَبَدَ الْكُلُّ هَوَاءَ شَيْخِهِ … جده ضَلُّوا وَضَلَّ الاِعْتِقَادْ
حَكَّمُوا عَادَتِهِمْ فِي دِينِهِمْ … دُونَ شَرْعِ اللهِ إِذْ عَمَّ الْفَسَادْ
لَسْتُ مِنْهُمْ لَا وَلَا مِنِّي هُمُ … وَيْلَهُمْ يَا وَيْلَهُمْ يَوْمَ الْمَعَادْ
يَوْمَ يَأْتِي الْخَلْقُ فِي الحَشْرِ وَقَدْ … نُشِرُوا نَشْرَ فَرَاشٍ وَجَرَادْ
يَوْمَ لَا تَنْفَعُهُمْ مَعْذِرَةٌ … وَلَظَى مَأْوَاهُمُ بِئْسَ الْمِهَادْ
يُصْهَرُ السَّاكِنُ فِي أَطْبَاقِهَا … كُلَّمَا أُحْرِقَ مِنْهُ الْجِلْدُ عَادْ
وَكَّلَ اللهُ بِمَنْ حَلَّ بِهَا … جَمْعَ أَمْلَاكٍ غِلَاظٍ وَشِدَادْ
أَكْلُهُمْ فِيهَا ضَرِيعٌ شُرْبُهُمْ … مِنْ حَمِيمٍ لُبْسُهُمْ فِيهَا سَوَادْ
كُلَّمَا فَكَّرْتُ فِي أَمْرِهُمُ … طَالَ حُزْنِي وتَغَشَّانِي السُّهَادْ
-
      والقصيدة ذي كانت مؤذنة بإنضمام الطيب العقبي للحرب ضد البدع التي كان حاملا للوائها غلاة الصوفية، ولست أبالغ إذ أقول حربا ولست أريد عنوانا أصفرا لجلب القراءات بل هي ما وصفها رفيق درب العقبي الشيخ مبارك الميلي الذي قال في كتابه رسالة الشرك ومظاهره معنونا  "ابتداء الحرب على حكومة القطب" ويقصد بالقطب مصطلح القطب عند الصوفية ذاكرا مقاله: "وأول استخفاف وسخرية بحكومة القطب وديوانه ما نشرته تلك الصحيفة في عددها السادس من مقال لنا تحت عنوان العقل الجزائري في خطر؛ فاستاءت لها الدوائر الطرقية" وتالله إن الميلي "مسعر حرب لو معه رجال"، وويح أمه قد كان معه، إذ انظم له العقبي بعد عددين أي الثامن من جريدة المنتقد وأشعلوا الساحة نارا في عرين الطرقية بعد مقال فاضح ضربوهم بقصيدة هجائية عنونها إلى الدين الخالص.
       ولربما قد استعجلنا بعرض بعض القصيدة قبل العروج على صاحبها لمن قد لا يعرفه، والعقبي هو الطيب بن محمد بن إبراهيم ابن مدينة سيدي عقبة ولد بجوار مدفن الفاتح عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه ومنه اكتسب لقبه، وذلك سنة 1307هـ/1890م لكنه ما برح أن هاجرت عائلته من مدينة عقبة إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعمر الخامسة وذلك تجنبا من عائلته التجنيد الإجباري لدى المحتل الفرنسي، وتواتت الفرصة للعقبي أن يشب على طلب العلم في المسجد النبوي وفيها كان لقاؤه برفقاء دربه عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي أولا لا في الجزائر، فيها كون علاقات وثيقة بشكيب أرسلان ومحب الدين الخطيب وتمرس في السياسة حتى أن نفي من الحجاز إلى تركيا في الحرب العالمية الأولى بتهمة كونه قوميا عربيا ورفضه الانضمام إلى الجيش العثماني وذلك خلال ثورة الشريف حسين الذي بنجاح ثورته عاد العقبي للحجاز وأكرمه الشريف وعين في وظائف عدة، إلا أن عين العقبي كانت على الجزائر التي عاد لها سنة 1920م ليبدأ مسيرته مع البشير وعبد الحميد ومبارك في الجمعية.



      لا ريب بعد هذا التكوين والمسيرة الحافلة في شبابه أن يجزع العقبي ويحزن حين عودته لوطنه المحتل 90 سنة وقد بدت آثار الاستدمار ظاهرة فيه وفي أهله الذي كتب ناصحا في قصيدته:
-
أَيُّهَا الْأَقْوَامُ إِنْ تَبْغُوا الْهُدَى … مَا لَكُمْ وَاللَّهِ غَيْرُ الْعِلْمِ هَادْ
إِنَّنِي أَنْصَحُكُمْ نُصْحَ امْرِىءٍ … مَا لَهُ غَيْرُ التُّقَى وَالْخَوْفِ زَادْ
كُلَّمَا يَنْقُصُ يَوْمًا عُمْرُهُ … خَوْفُهُ مِنْ هَوْلِ يَوْمِ الْحَشْرِ زَادْ
مَا زَرَعْتُمْ فِي غَدٍ تَلْقَوْنَهُ … لَيْسَ يُجْدِي نَدَمٌ يَوْمَ الْحَصَادْ
-
     تبدو مقاربة العقبي هنا مقاربة الناصح المشفق العائد من أفضل البقاع إلى أظلمها تحت ظلم فرنسا وظهرائها الجهال، وعلى ما عرفنا به العقبي في مقالنا هذا فإنه هو أيضا يعرف بنفسه وعقيدته ومذهبه:
-
أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ مُعْتَقَدِي … يَبْتَغِيَ مِنِّيَ مَا يَحْوِي الْفُؤَادْ
إِنَّنِي لَسْتُ بِبِدْعِيٍّ وَلَا … خَارِجِيٍّ دَأْبُهُ طُولُ الْعِنَادْ
يُحْدِثُ الْبِدْعَةَ فِي أَقْوَامِهِ … فَتَعُمُّ الْأَرْضَ نَجْدًا وَوِهَادْ
لَيْسَ يَرْضَىَ اللَّهُ مِنْ ذِيْ بِدْعَةٍ … عَمَلًا إِلَّا إِذَا تَابَ وَهَادْ
لَسْتُ مِمَّنْ يَرْتَضِي فِي دِينِهِ … مَا يَقُولُ النَّاسُ زَيْدٌ أَوْ زِيَادْ
بَلْ أنا مُتَّبعٌ نَهْجَ الألى … صَدَعُوا بِالْحَقِّ فِي طُرْقِ الرَّشَادْ
حُجَّتِي الْقُرْآنُ فِيمَا قُلْتُهُ … لَيْسَ لِي إِلَّا عَلَى ذَاكَ اسْتِنَادْ
وَكَذا مَا سَنَّهُ خَيْرُ الْوَرَى … عُدَّتِي وَهْوَ سِلَاحِي وَالْعَتَادْ
وَبِذَا أَدْعُو إِلَى اللهِ وَلِي … أجْرُ مَشْكُورٍ عَلَى ذَاكَ الْجِهَادْ
مِنْكُمُ لَا أَسْأَلُ الْأَجْرَ وَلَا … أَبْتَغِي شُكْرَكُمُ بَلْهَ الْوِدَادْ
مَذْهَبِي شَرْعُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى … وَاعْتِقَادِي سَلَفِيٌّ ذُو سَدَادْ
خُطَّتِي عِلْمٌ وَفِكْرٌ نَظَرٌ … فِي شُؤُونِ الْكَوْنِ بَحْثاً وَاجْتِهَادْ
وَطَرِيقُ الْحَقِّ عِنْدِي وَاحِدٌ … مَشْرَبِي مَشْرَبُ قُرْبٍ لَا ابْتِعَادْ
  -
        كان العقبي حين قدم الجزائر أقبل على مسقط رأسه بسيدي عقبة والذي يحوي قبر أكبر شخصية مكانة مدفونة في أرض الجزائر، وراح الطيب يدرس في مدينته وما أطال العقبي إلا أن سجنته فرنسا لمدة شهر تضييقا عليه إلا أنه لم يسلم ولم يكِن وراح  يواصل البث مما حمل من علم وتفرد أن كان الوحيد من غير الطرقيين ممن يدرسون هناك، الوحيد الحر من قيدها مخالطا لها عارفا بما يتخللها ومع ذلك متعاليا مترفعا عنها، عارفا لمكانة رؤوسها الحقيقية الأحياء منهم والأموات، فكتب في قصيدته حاملا معولا على رؤسهم هادما لقدسيتهم المبالغة لدى العامة، وكسر الصنم كسر لهيبته في النفوس، وتقول العرب قد هان من بالت عليه الثعالب
-
لَا أَرَى الْأَشْيَاخَ فِي قَبْضَتِهِمْ … كُلُّ شَيْءٍ بَلْ هُمُ مِثْلُ الْعِبَادْ
وَعَلَى مَنْ يَدَّعِي غَيْرَ الَّذِي … قُلْتُهُ إِثْبَاتُ دَعْوَى الِاتِّحَادِ
قَالَ قَوْمٌ سَلِّمِ الْأَمْرَ لَهُمْ … تَكُنِ السَّابِقَ فِي يَوْمِ الطِّرَادِ
تَنَلِ الْمَقْصُودَ تَحْظَى بِالْمُنَى … وَتَرَى خَيْلَكَ فِي الْخَيْلِ الْجِيَادْ
قُلْتُ إِنِّي مُسْلِمٌ يَا وَيْحَكُمْ … لَيْسَ لِي إِلَّا إِلَى الشَّرْعِ انْقِيَادْ
قَوْلُكُمْ هَذَا هُرَاءٌ أَصْلُهُ … مَا رَوَتْ هِنْدٌ وَمَا قَالَتْ سُعَادْ
أَنَا لَا أُسَلِّمُ نَفْسِي لَهُمُ … لَا وَلَا أَلْقِي إِلَيْهِمْ بِالْقِيَادْ
لَسْتُ أَدْعُوهُمْ كَمَا قُلْتُمْ وَقَدْ … عَجَزُوُا عَنْ طَرْدِ بَقٍّ أَوْ قَرَادْ
لَسْتُ مِنْ قَوْمٍ عَلَى أَصْنَامِهِمْ … عَكَفُوا يَدْعُونَهَا فِي كُلِّ نَادْ
كُلَّمَا أَنْشَدَ شَادٍ فِيهِمُ … قَوْلَ شِرْكٍ ذَهَبُوا فِي كُلِّ وَادْ
كَمْ بَنَوْا قَبْرًا وَشَادُوا هَيْكَلًا … وَصُرُوحُ الْغَيِّ بِالْجَهْلِ تُشَادْ
غَرَّهُمْ مَنْ دَاهَنُوا فِي دِينِهِمْ … وَارْتَضَوْا فِي سَيْرِهِمْ ذَرَّ الرَّمَادْ
-
 ويرفع العقبي بعدها نبرته إذ يفصح باللعن حين يتطرق لأثرهم على الأمة ويجعل عليهم اللوم في تأخر الركب، فمن ذا الذي يتمالك لسانه وأعصابه إذا فكر بجريمة في حق أمة لا فرد ولا جماعة فقط:
-
إِنَّنِي أَلْعَنُهُمْ مِمَّا بَدَا … حَاضِرٌ فِي إِفْكِهِ مِنْهُمْ وَبَادْ
وَأَنَا خَصْمٌ لَهُمْ أُنْكِرُهُمْ … كَيْفَمَا كَانُوا جَمِيعاً أَوْ فِرَادْ
عَلَّمُونَا طُرُقَ الْعَجْزِ وَمَا … مِنْهُمُ مَنْ لِسِوَى الشَّرِّ أَفَادْ
طَالَمَا جَدَّ الْوَرَى فِي سَيْرِهِمْ … وَهُمُ كَمْ صَدَّهُمْ طُولُ الرُّقَادْ
-
    ولا ريب أن هذه القصيدة بلهجتها القوية الغير مسبوقة النشر في تلك الفترة تثير حنق وغضب الموجهة إليهم وفي نقدهم ويذكر الميلي ردة الفعل على قصيدة صاحبه فيقول: "فكانت تلك القصيدة أول معول مؤثر في هيكل المقدسات الطرقية، ولا يعلم مبلغ ما تحمله هذه القصيدة من الجراءة، ومبلغ ما حدث عنها من انفعال الطرقية، إلا من عرف العصر الذي نشرت فيه، وحالته في الجمود والتقديس لكل خرافة في الوجود"

إِنَّ سَادَاتِ الْوَرَى قَادَتْهُمْ … بِعُلُومٍ مَا حَدَا بِالرَّكْبِ حَادْ
وَهُمُ رِدْئِي وَعَوْنِي نُصْرَتِي … وَوِقَائِي مَا اعْتَدَتْ تِلْكَ الْعَوَادْ
تِلْكُمُ السَّادَةُ مَا صَدَّهُمُ … عَنْ هُدَى دِينِهُمْ فِي الْحَقِّ صَادْ

      لا يثير أسلوب العقبي الصريح حنق القبورية فقط بل أس الفساد كله أصل المرض فرنسا هي الأخرى تتألم من ضرب العقبي في فروع الفساد إذ بلغ الأذى الأصول فكان في المنشور الفرنسي الذي أوقف بموجبه العقبي عن التدريس "إن القصد العام من هذه الدعاية (أي دعوة العقبي) هو نشر التعاليم والأصول الوهابية بين الأوساط الجزائرية بدعوى الرجوع بهم إلى أصول الدين الصحيح وتطهير الإسلام من الخرافات القديمة التي يستغلها أصحاب الطرق وأتباعهم" ولعمرك إنه لمن المثير للضحك كيف أن فرنسا تعرف أن العقبي يدعوا للإسلام الصحيح وتطهيره وتصرح بذلك جهارا في سبب إيقافه وهي اليوم وأذيالها يفعلون نفس الشيء لكن مع قليل من الاستحياء والتضليل
وبقية القصيدة تقول:

لَسْتُ أَدْعُو غَيْرَ رَبِّي أَحَداً … وَهْوَ سُؤْلِي وَمَلَاذِي وَالْعِمَادْ
وَلَهُ الْحَمْدُ فَقَدْ صَيَّرَنَا … بِالهُدَى فَوْقَ نِزارٍ وَإِيَادْ
فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمُ مِنْ دُونِهِ … مَا عَنَانِي مِنْكُمُ ذَاكَ العِنَادْ
لَسْتُ مُنْقَاداً إِلَى طَاغُوتِكُمْ … بِظَبِى الْبِيضِ وَلَا السُّمْرِ الصِّعَادْ
لَمْ أَطُفْ قَطُّ بِقَبْرٍ لَا وَلَا … أَرْتَجِي مَا كَانَ مِنْ نَوْعِ الْجَمَادْ
لَسْتُ أَكْسُو بِحَرِيرٍ جَدَثاً … نُخِرَتْ أَعْظُمُهُ مِنْ عَهْدِ عَادْ
لَا أَشُدُّ الرَّحْلَ أَبْغِي حَجَّهُ … قُرْبَةً تَنْفَعُنِي يَوْمَ التَّنَادْ
حَالِفاً كُلَّ يَمِينٍ إِنّهُ … سَوْفَ يَقْضِي حَاجَتِي ذَاكَ الْجَوَادْ
لا أسوق الهَدْيَ قرْباناً لَهُ … زَرْدَةً يَدْعُونَها أهْل البِلادْ


لِلَّذِي أَطْلُبُ رِزْقِي دَائِماً … مِنْهُ إِذْ لَيْسَ لِمَا يُعْطِي نَفَادْ
وِإِذَا زُرْتُ أَزُرْ مُعْتَبِراً … بِقُبُورٍ مَاتَ مَنْ فِيهَا وَبَادْ
دَاعِياً رَبِّي لَهُمْ مُسْتَغْفِراً … رَاجِياً لِلْكُلِّ فِي الْخَيْرِ ازْدِيَادْ
وَالَّذَي مَاتَ هُوَ الْمُحْتَاجُ لِي … هَكَذَا أَقْضِي وَلَا أَخْشَى انْتِقَادْ


لَا أُنَادِي صَاحِبَ الْقَبْرِ أَغِثْ … أَنْتَ قُطْبٌ أَنْتَ غَوْثٌ وَسِنَادِ
قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا أَدْعُو بِهِ … إِنَّ ذَا عِنْدِي شِرْكٌ وَارْتِدَادِ
لَا أُنَادِيهِ وَلَا أَدْعُو سِوَى … خَالِقِ الْخَلْقِ رَؤُوفٍ بِالْعِبَادْ
مَنْ لَهُ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى وَهَلْ … أَحَدٌ يَدْفَعُ مَا اللَّهُ أَرَادْ
مُخْلِصًا دِينِي لَهُ مُمْتَثِلًا … أَمْرَهُ لَا أَمْرَ مَنْ زَاغَ وَحَادْ


حَسْبِيَ اللهُ وَحَسْبِيَ قُرْبُهُ … عِلْمُهُ رَحْمَتُهُ فَهُوَ الْمُرَادْ

جميع الحقوق محفوظه © وادي سهر

تصميم الورشه